يا ويلهم من غضب اليمن

عاجل

الفئة

shadow


بقلم علي خيرالله شريف

الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
(آل عمران - 173)

يُشَبِّهُ الكاتب الفرنسي "رولان أورو" دور بلده فرنسا في تحالف الحرب على سوريا بالكلب الصغير الذي يلهث مقصراً خلف قطيعِ كلاب، وينبح بصوتٍ عالٍ دون أن يراه أحد أو يعيره أي اهتمام.
إذا كان الكاتب يقول عن فرنسا الدولة الكبرى هكذا، فماذا سيقول يا ترى عن دور البحرين في حلف حراس الكيان في البحر الأحمر؟
وإذا كان اليمن يقارع الدول الكبرى وينتصر عليها، فهل سيلتفت إلى دولة البحرين التي تكاد لا تُرى بالعين المجردة؟

النخوة العربية غائبة تماماً عن نصرة غزة، ولكنها حاضرة لحماية "إسرائيل" حتى لو لم يشاركوا اسمياً في حلف الدفاع عن هذه الغدة السرطانية الذي أسموه "حارس الازدهار" بينما هو ليس سوى حلف القراصنة والعدوان. يذكرنا عرب اليوم بتحالف قريش مع اليهود ضد محمد رسول الله(ص) في صدر الإسلام. مرةً أخرى تهب قريش اليوم لتعلن الطاعة لأوامر الإدارة الأميركية المتصهينة، فكما شكلوا التحالف الدولي والعربي لشن العدوان على اليمن منذ حوالي تسع سنوات، ها هم يبعثون بتحالف أطلسي ضد اليمن لمنعه من نصرة غزة وأطفالها ونسائها وسكانها.
كانوا يتكلمون عن تسعٍ وثلاثين دولة في هذا الحلف، ولكن البورصة رَسَت على عشر دول فقط بينها دولة عربية واحدة هي المملكة الضئيلة "البحرين" إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا وسيشيل(وهي الأخرى دولة صغيرة تقع في المحيط الهندي عدد سكانها حوالي ٨١ ألف نسمة). ظاهرياً رفضت السعودية والإمارات ومصر الدخول في الحلف. وهم لم يرفضوا حباً باليمن، ولا حباً بغزة التي يتحرك اليمن من أجلها، بل رفضوا لأسباب مختلفة تماماً أَقَلُّها ما يأتي:
فالسعودية رفضت لأنها، من ناحية لا تريد إفشال الاتفاق الوشيك مع اليمنيين بوساطة عمانية لإنهاء العدوان على اليمن، والذي كان متوقعاً الإعلان عنه منذ مدة قصيرة في مسقط لولا عرقلة الولايات المتحدة، ومن ناحية ثانية تخشى العودة إلى تلقي الضربات الصاروخية اليمنية لمنشآتها النفطية والعسكرية، والتي أهلكتها خلال الحرب. والإمارات لا تجرؤ على رشق اليمن بالحجارة وأبراجها من زجاج، وقد ذاقت الأًمَرَّين من غضب اليمنيين في السابق. أما مصر فيكفيها ما تفعله جهاراً نهاراً في حصار غزة عن طريق إغلاق معبر رفح، ولا ينقصها المزيد من سوء السلوك والسمعة، مع أنها تقدم الكثير من التسهيلات للمتحالفين.
هذا الرفض للمشاركة من قِبَل بعض الدول العربية هو رفضٌ ظاهري ليس إلّا، يبغون من ورائه تحاشي غضب اليمنيين عليهم، ولكن في الحقيقة هم سيشاركون، بل بدأوا المشاركة فعلياً بالتمويل قبل تشكيل الحلف المذكور. ولا نعتقد أن التكتم على مشاركتهم سيُنجيهم من الحساب العسير الذي هم خائفون منه عندما يُقرر اليمن محاسبتهم.

الأربعاء ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٣

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة